يقضي معظمنا وقتاً طويلاً من اليوم لتصفح شبكة الإنترنت، وعندما نترك جهاز الكمبيوتر وننتقل إلى مكان آخر يكون في جيبنا الهاتف الذكي الذي يطلعنا على أحدث المستجدات عبر شبكة الإنترنت!
ولكن هل تسائلتم يوماً ماهو تأثير هذا الإرتباط الدائم بالإنترنت على عقولنا؟!
يمكننا حصر تأثير الإنترنت علينا في 3 نقاط :
- 1- تشتيت التركيز
- 2- نسيان المعلومات الهامة
- 3- التفكير السطحي
يقول الكاتب نيكولاس كار، مؤلف كتاب مالذي يفعله الإنترنت بعقولنا، أن الإنترنت يجعل تفكيرنا أكثر سطحية، حيث أننا نكون في حالة عدم تركيز مستمرة بسبب تركيزنا في أكثر من شيء في نفس الوقت!
فهذا إعجاب على فيسبوك وهذه رسالة على البريد الالكتروني وتنتقل مسرعاً لترى الفيديو الذي نشره صديقك على تويتر، وبالتالي نعيش فترة طويلة جداً من اليوم في حالة تشتت دائم وعدم تركيز.
صحيح أن الإنترنت مصدر جيد للمعلومات، ولكن المشكلة في طريقة استخدامنا وحفظنا لهذه المعلومات. فعندما نكون على جهاز الكمبيوتر لنقرأ مقالاً هاماً ومليء بالمعلومات المفيدة، يكون التشتيت كبيراً من مواقع الشبكات الإجتماعية والبريد الالكتروني، وبالتالي لا تظل المعلومات في ذاكرتنا لوقت طويل! فالمعلومات تحتاج إلى بعض الوقت من التركيز حتى تتحول من معلومات في ذاكرتك القصيرة إلى معرفة محفوظة في الذاكرة طويلة الأمد، وهذه العملية تسمى Memory Consolidation أو تعزيز الذاكرة، ولكن مع ما نفعله بأنفسنا ومع هذا التشتيت المستمر لا نحصل على أي معلومات تقريباً لأنها تُنسى جميعها بسرعة كبيرة لوجودها في الذاكرة القصيرة.
تركيز في أكثر من شيء في نفس الوقت، وذاكرة قصيرة لا تحفظ المعلومات.. هل يذكرك هذا بشيء؟!.. نعم إنه جهاز الكمبيوتر! فنحن نتحول ببطء إلى أجهزة كمبيوتر آدمية تتعامل مع المعلومات بسطحية وتنسى بسرعة هائلة بسبب الذاكرة المؤقتة!
ولكن ما الحل؟
لقد سيطر الإنترنت على عالمنا ولا نستطيع الإستغناء عنه!
الحل بسيط جداً، هو أن تستقطع وقتاً من يومك بشكل منتظم لتركز فيه على شيء واحد فقط، سواء مهارة ما أو هواية أو قراءة كتاب أو غيرها بعيداً عن كل وسائل التكنولوجيا المشتتة، وبالتالي تترك الفرصة لعملية تعزيز الذاكرة لتحول المعلومات إلى معرفة لتبقي عقلك متجدد ومليء بالمفيد!
0 التعليقات :
إرسال تعليق
ما يتم إدراجه في التعليقات يعبر عن وجهة نظر كاتبه