تعريف
فيتامين ب1 الذي يعرف أيضاً بالـ ثيامين Thiamin، هو مادة ضرورية لعدد من التفاعلات الكيميائية في الجسم. وهو متوفر بشكل كبير في النظام الغذائي وبشكل مكملات.
إنه واحد من مجموعة الفيتامينات ب التي تذوب بالماء، وكان يعرف سابقاً باسم أنورين. إلا أنه تم فصله عن باقي مجموعته وتميّز خلال عشرينات القرن االماضي وكان بالتالي من أوائل المركبات العضوية التي يعترف بها كفيتامين.
وظائف فيتامين ب1 وفوائده
يرتبط الفيتامين ب1 أو الثيامين بعدد من وظائف الجسم المتعددة التي تشمل الجهاز العصبي، وظيفة العضلات، تدفق الكهارل من وإلى الخلايا العصبية والعضلية (عبر قنوات الأيون)، عمليات الأنزيمات المتعددة (عبر مساعد الأنزيم ثيامين البيروفوسفات)، استقلاب الكربوهيدرات وإنتاج حمض الهيدروكلوريك (الضروري لهضم جيد وصحيح).
وكون كمية الفيتامين ب1 التي تخزنها أجسامنا قليلة جداً، يمكن أن تستنفد خلال 14 يوماً.
يستخدم الفيتامين ب1 كجزء من علاج اضطرابات الاستقلاب والأيض وأعراض نقص الثيامين، كما يستخدم لدى الأشخاص المدمنين على الكحول.
أجريت عليه الدراسة كعلاج لاستخدامات أخرى وإنما لم يتم التوصل إلى نتائج بعد.
مصادر فيتامين ب1 الغذائية
مصادر الفيتامين ب1 الغذائية تشمل:
اللحم، البقول (الفول والعدس)، الحليب، المكسرات، الشوفان، البرتقال، لحم الخنزير، الأرز، البذور، الدقيق، الحبوب الكاملة، والخميرة، بذور دوار الشمس، فستق، فول الصويا، تن الزعنفة الصفراء، السلمون البري، اللوبياء، الحبوب، القرنبيط، السبانخ، البقول، البازيلا، واللحوم الحمراء.
في البلاد الصناعية، الأطعمة المحضرة بالأرز الأبيض أو الدقيق الأبيض غالباً ما تدعّم بالثيامين لأن معظم كميته المتوفرة بشكل طبيعي تُفقد خلال عملية التكرير.
تجدر الإشارة إلى أن الثيامين حساس جداً تجاه الكحول والسلفيت؛ فبوجود أي من هذين العنصرين، يتم القضاء على الثيامين أو يصبح بلا فائدة.
كما يقضي على الثيامين عنصر مضاد له موجود في السمك النهري والمحار النيء والشاي.
أعراض نقص فيتامين ب1
غالباً ما يظهر نقص الثيامين أو الفيتاميب ب1 لدى الإصابة بنقص آخر في الفيتامينات ب.
قد ينتج ذلك عن نقص في النظام الغذائي، كما يحصل مع الراشدين الفتيان الذين يعانون من فقدان الشهية أو لدى الأشخاص الذين يتألف نظامهم الغذائي من الكربوهيدرات المعالجة بشكل كبير جداً.
فتبييض الأرز يزيل منه الفيتامينات كافة. المدمنون على الكحول غالباً ما يستبدلون الطعام بالكحول ولا يستهلكون كميات كافية من الثيامين معرضين للإصابة بهذا النقص.
كما يمكن أن تتداخل الكحول مع امتصاص هذا الفيتامين واستقلابه.
قد ينتج نقص الثيامين عن أنواع من الخلل أو حالات تزيد حاجة الجسم للثيامين. الأمثلة على ذلك هي: خلل الدرقية، الحمل، الرضاعة، تمارين مجهدة والحمى.
قد تتداخل اضطرابات الكبد مع استقلاب هذا الفيتامين. الإصابة بإسهال لفترة طويلة يمكن أن يعيق امتصاص الثيامين ويسبب نقصاً.
الأعراض
الأعراض الأولى مبهمة وهي تشمل:
- التعب
- الانزعاج
- ضعف الذاكرة
- فقدان الشهية
- اضطرابات النوم
- اضطراب في البطن
- فقدان الوزن
في النهاية، نقص الثيامين الحاد (اي البري بري) يمكن أن يظهر ويتّسم بشذوذ عصبي، قلبي ودماغي.
أشكال متعددة من البري بري تسبب أعراضاً مختلفة.
البري بري الجاف:
تتطور شذوذ عصبية وعضلية، وتشمل الأعراض إحساس بالوخز في أصابع القدمين، شعور بالحريق في القدمين يزداد حدة ليلاً تشنجات في الساقين وألم. قد تضعف العضلات وتضمر.
البري بري الرطب:
قد تظهر شذوذ في القلب. يضخ القلب كمية إضافية من االدم وينبض بسرعة أكبر.
تتوسّع الأوعية الدموية وتجعل الجلد، وبالتالي دافئاً ورطباً. وكون القلب يعجز عن مجاراة ذلك، يصاب المرء في النهاية بقصور في القلب.
وكنتيجة لذلك، تتراكم السوائل في القدمين (كالوذمات) وفي الرئتين (كاحتقان) وقد يتدنى ضغط الدم فيؤدي بالتالي إلى صدمة ووفاة.
شذوذ دماغي:
نقص الثيامين يسبب شذوذاً في الدماغ لدى المدمنين على الكحول أساساً.
قد تكون شذوذ الدماغ موجودة بدون التسبب بأي عارض حتى يحصل ما يفاقم نقص الثيامين، كالإفراط في احتساء الكحول.
يمكن أن تسبب شذوذ الدماغ أعراض بعدما يعطى مدمن على الكحول الكربوهيدرات عبر الأوردة. تظهر الأعراض لأن كمية الكربوهيدرات الإضافية تزيد الحاجة إلى الثيامين.
تعرف شذوذ الدماغ هذه بالمتلازمة الفيرنيكية الكورساكوفية التي تلعب دورين:
- الاعتلال الدماغي الفيرنيكي الذي يسبب ارتباكاً، صعوبة في المشي ومشاكل في العين، بما فيها حركات عين لا إرادية وشلل جزئي في العينين. إن لم يعالج هذا الاعتلال الدماغي سريعاً، قد تتفاقم الأعراض وتسبب غيبوبة والموت حتى.
- ذهان كورساكوف يسبب فقدان الذاكرة في ما يتعلق بالأحداث الأخيرة والحديثة، ارتباك، ونزعة إلى اختلاق وقائع لملء فراغات الذاكرة (تخريف).
بري بري الرضّع:
يصيب هذا الشكل الأطفال الرضّع (الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 أسابيع) الذين يرضعون من أم تعاني من نقص الثيامين.
قد يصيب قصور القلب هؤلاء الأطفال فجأة، وقد يفقدون صوتهم إلى درجة ما وقد لا يقومون ببعض ردود الفعل اللا إرادية.
التشخيص والعلاج
يستند التشخيص إلى الأعراض. الاختبارات التي تؤكد هذا التشخيص غير متوفرة على الفور.
فحوص الدم التي تقيس مستويات الكهارل تجرى عادة لاستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة. يؤكد التشخيص إذا ما خفف مكمّل الثيامين الأعراض.
تعالج أشكال النقص كافة بواسطة مكملات الثيامين، وهي تعطى عادة عبر الفم. كما تعطى عبر الأوردة إذا كانت الأعراض حادة.
نظراً إلى كون نقص الثيامين يظهر مع حالات نقص في الفيتامين ب، يمكن إعطاء فيتامنيات متعددة لعدة أسابيع.
يشجّع الناس على تناول الطعام الصحي وينصحون باستهلاك مرة إلى مرتين الجرعة الموصى بها يومياً من الفيتامينات ولا يجدر بهم احتساء الكحول.
المتلازمة الفيرنيكية الكورساكوفية، وهي حالة طبية طارئة، تعالج بجرعات عالية من الثيامين عبر الأوردة أو من خلال حقنة في العضل لعدة أيام.
عندما تظهر ضرورة لإطعام المدمنين على الكحول عبر الوريد، يعطون الثيامين أولاً لأنهم يعانون من نقص فيه على الأرجح. إعطائهم الثيامين يمكن أن يمنع ظهور المتلازمة الفيرنيكية الكورساكوفية أو تفاقمها.
معظم الأشخاص يتعافون تماماً لدى اتباع العلاج؛ وإنما لدى بعض الأشخاص المصابين بالمتلازمة الفيرنيكية الكورساكوفية، قد يكون الضرر الذي لحق بالدماغ دائماً، كما يمكن أن تظهر أعراض البري بري مجدداً بعد سنوات من الشفاء.
تداخلات دوائية
ليس هناك من أدوية محددة أومكملات يعرف بأنها تسبب مشكلة لدى تناولها مع الثيامين وإنما لا يمكن استبعاد التفاعلات والتداخلات تماماً. لذا يستحسن التحدث مع الطبيب حيال أي دواء أو مكمل تتناوله قبل البدء باستخدام الثيامين.
الجرعة الموصى بها يومياً
تمت دراسة الجرعات التالية في بحث علمي:
- لذوي معدلات الثيامين المتدنية (نقص ثيامين بسيط): جرعة الثيامين المعتادة هي بين 5 و30 ميلليغرام يومياً بشكل جرعة واحدة أو مقسّمة على جرعات طوال شهر. الجرعة النموذجية للنقص الحاد يمكن أن تصل إلى 300 ميلليغرام باليوم.
- لتخفيف خطر الإصابة بالساد: الجرعة هي حوالى 10 ميلليغرام من الثيامين.
- كمكمل غذائي للراشدين: 1-2 ميلليغرام من الثيامين باليوم.
- الجرعة اليومية الموصى بها من الثيامين هي:
• الأطفال الرضّع من صفر وحتى 6 أشهر: 0،2 ميلليغرام
• الأطفال من سن الـ 7 وحتى 12 شهر: 0،3 ميلليغرام
• الأطفال من سن السنة وحتى 3 سنوات 0،5 ميلليغرام
• الأطفال من سن الـ 4 وحتى 8 سنوات: 0،6 ميلليغرام
• الفتيان من سن الـ 9 وحتى 13 سنة: 0،9 ميلليغرام
• الذكور من سن 14 عاماً وما فوق: 1،2 ميلليغرام
• الفتيات من سن الـ 9 وحتى 13 سنة: 0،9 ميلليغرام
• الإناث من سن الـ 14 وحتى 18 سنة: ميلليغرام واحد
• الإناث فوق الـ18 عاماً: 1،1 ميلليغرام
• الحوامل: 1،4 ميلليغرام
• والمرضعات: 1،5 ميللغرام
يصف الأطباء حقن الفيتامين ب1 لعلاج وتفادي أعراض انسحاب الكحول (المتلازمة الفيرنيكية الكورساكوفية).
0 التعليقات :
إرسال تعليق
ما يتم إدراجه في التعليقات يعبر عن وجهة نظر كاتبه