الخدع البصرية أو الوهم البصري الذي يصور للناظر دائما الصورة المرئية على غير حقيقتها، على الاقل في الحس العام، حيث تكون الرؤية خادعة أو مضللة. فإن المعلومات التي تجمعها العين المجردة وبعد معالجتها بواسطة الدماغ، تعطي نتيجة لا تطابق المصدر أو العنصر المرئي.
ويمكننا تعريف الخدع البصرية بأنها عبارة عن مرئيات صنعت خصيصاً لتتلاعب بالمعلومات المرسلة إلى العقل, أي ان العقل يفكر بمنطق معين والصورة أمامك تغير هذا المنطق الذي اعتاد عليه العقل ليستلم صورة أخرى..
|
كما هو بالنسبة للسراب في الصحراء أو المقطع الشهير الذي به شخص ينظف سيارة ثم يأتي شخص ليرفع هذه السيارة ويتضح أنها لعبة صغيرة بينما الشخص الذي ينظفها يقف بعيداً ليشكل هذه الخدعة, فالعقل البشري يفهم بلغة والخدع البصرية تتلاعب بهذه اللغة لا أكثر.
والخدع التقليدية مبنية على افتراض ان هناك أوهام فزيولوجية تحدث طبيعيا ومعرفيا يالإضافة إلى الاوهام التي يمكن البرهنه عليها من خلال الحيل البصرية الخاصة.
الجدير بالذكر أنه هنالك شيئا أكثر أساسية عن كيفية عمل أنظمة التصورات البشرية. فالخدع البصرية هي صور مصنوعة بطريقة مدروسة لتظهر للناظر بطريقة معينة وهي ليست كذلك.
وهي على عدة أنواع منها :
- خدع متعلقة بالألوان
- خدع متعلقة بالهندسة
- خدع متعلقة بتحريك الصور
- خدع متعلقة بالأحجام .
و الخدع البصرية تعتبر نوع من أنواع فنون يسمى " الأوب آرت " و قد أنشأه و ساهم في نشره الرساميْن فكتور أساريللي وسوتو الذين يعتبران من أبرز مؤسسي تجاه الخداع البصري.
ففكتور فاسارييلي الذي أنجز عددا هائلا من الأعمال الإبداعية المتميزة، يعتمد في رسوماته على خلق تكوينات هندسية متكررة ومتشابهة ( أحيانا متشابكة) تعرف بــ "التذبذبات" نتيجة العلاقة المتبادلة بين الموضوع والخلفية..
أما سوتو فقد تخصص في إنجاز منحوتات متحركة على شكل تجهيزات (كما هو الشأن عند كل من غابو وبفزنير) أساسية لجذب الرؤية .
تتنوع الأشكال المحدثة والتراكيب المبدعة عقليا في "الأوب آرت" وفقا لمبادئ تنظيمية دقيقة كالانتشار الهندسي المتوازن و دينامكية العناصر الزخرفية وسعة عنصري السالب والموجب وتوازن الكتل.. ويتم الاعتماد في "تحريك" هذه المبادئ داخل رقعة منظمة على:
1. توظيف أشكال تجريدية هندسية
2. البعد عن الرمزيات والأشكال ذات الطبيعة العضوية
3. نهج أساليب المعاودة والتكرار وفق نسقية هندسية دقيقة
4. اتزان الفراغات والمملوءات
5. خلق التأثيرات المرئية المحتدمة والبراقة التي تنشأ نتيجة تفاعل المشاعر مع المعمل الفني
6. خلق حركات إيهامية تصعب الفصل بين الموضوع والخلفية .
7. استعمال مفهوم التضاد بني الألوان والأشكال داخل إيقاعات متحركة: تراكبات دينامكية - تموجات فإذا كان "الأوب آرت" لم يتأسس سوى في النصف الثاني من القرن العشرين فقد يعني ذلك أنه أخذ جذوره من الفن الإسلامي (وتحديدا فنون الزخرفة والمعمار) الذي يصل إلى أكثر من خمسة عشر قرنا .