الكثير منا يستخدم المضادات الحيويه بشكل دائم ومستمر إعتقاداً بأن ذلك يساعد في شفائنا من الامراض ، ولكنه العكس تماما فقد حذر خبراء في مجال الصحة من الاستخدام الخاطئ والمفرط للمضادات الحيوية، الأمر الذي قد يقود إلى نتائج عكسية.
وفي ذلك يقول البروفيسور دايم سالي ديفيز، إن اللجوء إلى المضادات دون حاجة طبية قد يؤدي مع الوقت إلى مقاومة الجسم لهذه المضادات، ما يجعل الشفاء مستعصياً.
ويوضح الخبير البريطاني ان الكثير من المرضى يتناولون المضادات للعلاج من حالات بسيطة، لا تتوجب تناول هذا النوع من الدواء، الأمر الذي يحفز مقاومة النظام المناعي لها.
وتزايد قلق الأطباء بعد أن لاحظوا مقاومة الجسم لبكتيريا شائعة تدعى «إي كولاي» تتراجع بسبب تناول المضادات دون معرفة الحاجة إليها.
ومع دخول موسم الشتاء حيث تكثر نزلات البرد والسعال طالب الأطباء بعدم تناول المضادات إلا بوصفة طبية.
وفي أغلب الأحيان تتسبب فيروسات في حالات الانفلونزا ونزلات البرد، وتأثير المضادات ضئيل في علاجها، إذ تستخدم في علاج الإصابات البكتيرية.
وذكرت الاحصائيات انه يموت نحو 25 ألف شخص سنوياً في الاتحاد الأوروبي بسبب مقاومة البكتيريا في الجسم المصاب للمضادات.
ويقول ديفيز إن المضادات الحيوية تفقد مفعولها مع الوقت، بشكل مقلق وغير قابل للتصحيح، شأنها شأن التغير المناخي.
أما الدكتور كليودنا ماكنلتي، من وكالة صحة المريض، فيرى أن الاعتقاد السائد عند الناس بأن المضادات قد تكون خير وسيلة للتخلص من أنفلونزا حادة أو نزلة برد مزعجة.
وفي المقابل، يوضح ماكنلتي أن الأدوية المعروفة لتخفيف الصداع أو الحمى أو ألم العضلات، هي فعالة للتخفيف من أعراض الأنفلونزا ونزلات البرد وتسهم في الشفاء التدريجي للجسم بشكل طبيعي.
√ نصائح طبية
- تذكر أن المضادات الحيوية لا تستخدم إلا باستشارة خبير في مجال الصحة.
- أكمل العلاج بالمضادت حتى إن شعرت بالتحسن.
- لا تشارك المضادات مع أي مريض آخر. قد تكون الحالة مختلفة.
- تذكر أن المضادات لا تساعدك على الشفاء من أمراض تسببت فيها فيروسات، مثل الأنفلونزا أو البرد.
لفترات طويلة كان ينظر للمضادات الحيوية على أنها الوسيلة السحرية لعلاج الالتهابات لكن التجارب تثبت دائما أنها ليست كذلك فالمستشفيات الألمانية تستقبل سنوياً ما يصل إلى 600 ألف إصابة بالبكتيريا.
فأحياناً تتدرب مسببات الأمراض من فيروسات وبكتيريا وطفيليات، على كيفية تدمير المضاد الحيوي بأنواعه المختلفة، وهنا يتحدث العلماء عن «فيروسات عالية المقاومة».
والسبب في فقدان المضادات الحيوية على مستوى العالم كله فاعليتها صار معروفا، فاستخدامها بكثرة وبشكل منتظم يعطي للبكتيريا فرصة جيدة «للتدريب» على مقاومتها.
وفي حال تفاقم مشكلة الاستخدام المفرط للمضادات وزيادة مقاومة البكتيريا، فإن علاج العديد من الإصابات والأمراض سيصبح في غاية الصعوبة، وقد تؤدي إلى الوفاة.
ويوجد حالياً عدد قليل من المضادات الجديدة تحت التجربة وقيد التطوير، والأمل في طرح مضادات جديدة للاستخدام العام قليل.
ويعتقد الكثيرون أن العلم الحديث يمكنه أن يجد الحلول المناسبة والسريعة، إلا أن المضادات الحالية استخدمت لفترة طويلة ويبدو أن أجسامنا طورت طرقاً لمقاومتها.
وفي المقابل، تعزف شركات الدواء عن تطوير مضادات حيوية يمكنها أن تعالج الحالات الصعبة نظرا لصعوبة المهمة والتكاليف الباهظة للإنتاج.
0 التعليقات :
إرسال تعليق
ما يتم إدراجه في التعليقات يعبر عن وجهة نظر كاتبه